سلام المسيح معكم ومرحباً بكم فى مدونة معهد ديديموس للمرتلين بدير المحرق وهى تحتوى على شروط الإلتحاق بالمعهد وألحان بصوت الطلبة والمعلمين وقداسات وتاريخ الموسيقي القبطية وألبومات للصور

الاثنين، 22 نوفمبر 2010



إلى قيثارة الألحان والوتر الذهبيّ ونبع الموسيقى والشمس التي أشرقت في كنيستنا القبطية المعلم توفيق

هل من بديل

عندما سمعنا بنبأ الرحيل                    قلنـا وداعــاً لعهد جميل
وداعاً لقلب مـلأ الدنيـا                   بروعة اللحن وصوت الهديل
تراه ضعيفاً يسير بوهـن                   لكنه قويـــاً كسيف صليل
تراه ضريراً يمشي بصيراً                   رفض أن يبقى للظـلام ذليل
تعلم بحـب منذ صبــاه                   فصـار منارة في كل سبيل
شمس تشرق بدير المحرق                    تبدد كـــل دجانا العليل
نهر من التسبيــح تدفق                   من شواطئه النغم يســيل
جاءوا إليه تعلمــوا منه                    جيـل بعد جيل بعـد جيل
حنجرة كالذهب ممزوجة بالماس                كل من يسـمع كالزهر يميل
جاءوا وسمعوا أصول اللحـن                  قواعـد نغم شــجي أصيل
بألحان الفرح نشر الســرور                  وبلحن الحزن بللنا المناديل
شهدوا بأنه معــلم وقائـد                 وكلام الكـل عليه دلــيل
معلم يُعلـم في كـل جــيل                  مدرس متوج بتـاج جليـل
يحمل كل الصفــات لديــه                  معلمـاً راهبـاً بسيطاً نبيل
لا تظلم الكلمات عندي يا أبي                 فالوصف أكبر والكلام نحيل
سلاماً لروحـك ســلاماً لك                 لك يا أبي في السماء إكليـل
وداعاً يا شمس لا ترحــل أبداً                فكل النجـــوم تُضي قليل
النجم صغـير والقمر ضئيل             والشمس إذا رحلت هل من بديل؟

وديع عياد
(المنيا إيبارشية سمالوط)

هذه القصيدة أُلقيت في ذكرى الأربعين لرحيل المعلم توفيق
  

المعلم توفيق يوسف المحرقى

+ ولد المعلم توفيق يوسف بشاي النخيلى فى رزقه دير السيدة العذراء(المحرق ) العامر فى 12 /6 /1917م ،  ( كان له سبعة أخوة وهو أصغرهم )
+ التحق بكتّاب البلدة الذى  حفظ فيه المزامير على يد المعلم سليمان  ،وهو لم يناهز الثامنة من عمره ، ويذكر المعلم توفيق ان الفضل فى ذهابه للكتّاب يرجع إلى والدته التى كانت تشجعه على ذلك .  كما كان يتردد على دير المحرق لحفظ الألحان، سامه المتنيح نيافة الأنبا باخوميوس الاول رئيس الدير اغنسطساً فى عيد القيامة عام 1925.الذى تمنع أولا عن سيامته لصغر سنه لولا تذكية الآباء الذين يعرفونه.
+ ذهب إلى سوهاج عام 1928 م، حيث كان له أخ يعمل مع المتنيح نيافة الأنبا بطرس الاول أسقف سوهاج واخميم، وهناك حفظ التسبحة ومردات القداس على يد المرتل اغابيوس ، حيث يقول المعلم توفيق " انه حفظ كل ما كان عنده " ، فحفظ منه اونوف اممو ماريا  ، ابشويس افنوتى ، كى ايبرتو و مردات القداس
+ عاد من سوهاج فى يناير  عام 1931 ، تقابل مع المتنيح القمص تادرس اسعد (رئيس الدير 1930 –1936 ) وطلب منه المعلم توفيق ان يذكيه فى أى كنيسة يخدم بها و يعيش فيها . فأجابه بأن الدير محتاج إلى عريف يُعلم الآباء ، فوافق المعلم توفيق على ذلك ،حيث استقر منذ ذلك الحين فى دير السيدة العذراء (المحرق ) العامر، لتسليم رهبان الدير التسبحة و الألحان، ومنذ ذلك الحين صار معلماً للدير ، خلال إقامته بالدير استلم من الآباء كثيراً من الألحان ، يذكر منهم القمص داود ، الراهب إيلياس  ويخص بالذكر المتنيح القمص داود المحرقى  و هو الذى سلمه القداس الباسيلى ، و التسبحة السنوي و الكيهكى .
علاقته بالمعلم ميخائيل البتانونى الكبير
v  فى سنه 1936 م استدعى القمص سيداروس سعد ( رئيس الدير 1936 – 1937 ) المعلم ميخائيل البتانونى الكبير ، الذى أُعجب بالمعلم توفيق لموهبته الفذة و سرعة حفظه ، وطلب ان يأخذه معه للقاهرة و لكن المعلم توفيق فضل الإقامة بالدير.
v  وفى هذه الزيارة مكث المعلم ميخائيل لمدة شهر بالدير، وسلم المعلم توفيق خلاله الحان كثيرة منها ( تى شورى الحزاينى، تاى شورى الكبيرة، انثوتين ذى، افلوجيمنوس، جى افساجى، السنجارى ).
v  ثم تكررت زيارة المعلم ميخائيل للدير، كان آخرها عام 1952 م ، وسلم المعلم توفيق خلالها الحان كثيرة منها ( الليلويا الكبيرة، الهوس الكبير، كاطا ني خورس الحجاب، تى اوى ان هيكانوس الكبيرة، إيفول هيتين الكبيرة، طرح الفعلة ) .
v  لم تقتصر تلمذة المعلم توفيق على المعلم ميخائيل الكبير على هذا الحد، لكن كان يذهب المعلم توفيق لمدة شهر من كل عام إلى المندرة بالاسكندرية ليقوم بتسليم الخورس ، وكان خلالها يستلم ألحانا من المعلم ميخائيل الكبير
المعلم توفيق و الدكتور راغب مفتاح
v  عندما قام الدكتور راغب مفتاح بتسجيل الألحان، طلب من المعلم توفيق تسجيل القداس الغوريغورى عام 1950، وسافر المعلم توفيق  لفترة خمسة عشر يوماً إلى القاهرة ، قام فيها بتسجيل القداس خير قيام.
v  استمر المعلم توفيق فى زيارة الدكتور راغب لمدة شهر سنوياً فى المندرة بالاسكندرية ابتدأً من عام 1952 م، حتى عام 1998 م، وذلك لتسليم الخورس، و تسجيل الألحان.
v  ومن المشاركين مع المعلم توفيق فى تدريس الخورس المتنيح المعلم نصيف عبد المسيح، المتنيح المعلم صادق، القمص عبد المسيح داود، المعلم فوزي الشارونى، المعلم إبراهيم عياد،
v     بعد أن اطمئن الدكتور راغب مفتاح لأمانته اسند إليه قيادة الخورس فى عام 1955 و استمر ذلك لفترة طويلة
مع الدكتورة نبيلة عريان
     بدعوة من قسم الموسيقى بجامعة عين شمس، حيث كانت تقوم الدكتورة نبيلة عريان بعمل رسالة دكتوراه عن " الموسيقى المصرية الكنسية " ، ذهب المعلم توفيق إلى الجامعة، وهناك أجريت له فحوصات و قياس للحنجرة بمعرفة الدكتورة نبيلة عريان و الدكتورة مروة صالح و الدكتور احمد ، حيث أفاد التقرير  بان " المعلم توفيق صاحب أقوى حنجرة، موجودة فى الموسيقى الفرعونية، حيث ان قوة حنجرته 43.5 ديسبل بفارق كبير عن الذين أجريت لهم هذه الفحوصات، بينما كان التالي له 26.5
v  استمر عطاء المعلم توفيق حوالي 70 عاماُ، عاصر ستة من الآباء البطاركة ( البابا كيرلس الخامس حتى قداسة البابا شنودة الثالث أطال الله حياته )
v  كانت له علاقة بقداسة البابا كيرلس السادس؛ حيث كان يرسله كل عام إلى دير مارمينا بمريوط لمدة ثلاثة شهور ليسلم رهبان الدير التسبحة والألحان ، المعلم توفيق هو أول من قال لحن مارو تشاسف فى وجود قداسة البابا كيرلس السادس فلم يكن احد يقوله من قبل .
v     كما كانت له علاقة قويه بقداسة البابا شنودة الثالث - أطال الله حياته - الذى كان كثيراً ما يشيد به وبألحانه.
v  عاصر المعلم توفيق عشر رؤساء للدير ( المتنيح الأنبا باخوميوس الاول ، القمص سيداروس سعد ، القمص تادرس أسعد ، القمص دانيال داود ، الأنبا اغابيوس مطران ديروط ، القمص أثناسيوس عوض ، الأنبا باخوميوس الثاني ،القمص قزمان بشاى  ، وتنيح فى حبرية صاحب النيافة الأنبا ساويرس أطال الله حياته ) كان للمعلم توفيق يتمتع بعلاقة طيبة مع جميع الرؤساء ، حيث انه كان يتميز بالطاعة و الخضوع وكثيراً ما كان ينصح طلبة الأكليريكية بذلك
v     كان المعلم توفيق رغم اعتزازه ومحبته لكل الرؤساء الذين عاصرهم ، يخص صاحب النيافة الحبر الجليل
 سامه المتنيح نيافة الأنبا اغاثون دياكوناً بالدير عام 1975 م، وارشيدياكون عام 1980 م.
لم تكن دراسة المعلم توفيق مقتصرة على التسبحة و الألحان فقط، بل كان على دراية جيدة بدراسة الكتاب المقدس و العلوم اللاهوتية، بل و بعض الكتب الأدبية أيضا    
+ قام الدير المحرق بتسجيل جميع الألحان الكنسية بصوته، فى أكثر من مائة شريط كاسيت،
لم يكن يبخل بأدنى مجهود فى تسليم الألحان و التسبحة سواء لآباء الدير أو الآباء الذين يقضون فترة الأربعين عقب السيامة بالدير، كذلك رغم ظروفه الصحية كان مدرساُ للألحان و التسبحة و القداس بالكلية الأكليريكية بالدير المحرق، و بمعهد ديديموس للمرتلين إلى أن تنيح.  
بعد ان جاهد فى خدمة الكنيسة، تنيح بسلام فى 30 يناير 2005 م الموافق 22 طوبة 1722 ش، وتم الصلاة عليه بالدير المحرق يوم 31/1 بحضور أصحاب النيافة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي، الأنبا بيمن أسقف نقادة، الأنبا اسطفانوس أسقف ببا، الأنبا تيموثاوس الأسقف العام، ومجمع رهبان الدير وطلبة الكلية الأكليريكية و معهد ديديموس وكثيراً من الآباء الكهنة و المرتلين الذين تتلمذوا علي يديه
 كما أقيم له حفل تأبين بالكلية الأكليريكية مساء يوم النياحة، نطلب من الله ان ينيح نفسه فى فردوس النعيم ويهب الجميع نعمة العزاء.