سلام المسيح معكم ومرحباً بكم فى مدونة معهد ديديموس للمرتلين بدير المحرق وهى تحتوى على شروط الإلتحاق بالمعهد وألحان بصوت الطلبة والمعلمين وقداسات وتاريخ الموسيقي القبطية وألبومات للصور

الاثنين، 22 نوفمبر 2010



إلى قيثارة الألحان والوتر الذهبيّ ونبع الموسيقى والشمس التي أشرقت في كنيستنا القبطية المعلم توفيق

هل من بديل

عندما سمعنا بنبأ الرحيل                    قلنـا وداعــاً لعهد جميل
وداعاً لقلب مـلأ الدنيـا                   بروعة اللحن وصوت الهديل
تراه ضعيفاً يسير بوهـن                   لكنه قويـــاً كسيف صليل
تراه ضريراً يمشي بصيراً                   رفض أن يبقى للظـلام ذليل
تعلم بحـب منذ صبــاه                   فصـار منارة في كل سبيل
شمس تشرق بدير المحرق                    تبدد كـــل دجانا العليل
نهر من التسبيــح تدفق                   من شواطئه النغم يســيل
جاءوا إليه تعلمــوا منه                    جيـل بعد جيل بعـد جيل
حنجرة كالذهب ممزوجة بالماس                كل من يسـمع كالزهر يميل
جاءوا وسمعوا أصول اللحـن                  قواعـد نغم شــجي أصيل
بألحان الفرح نشر الســرور                  وبلحن الحزن بللنا المناديل
شهدوا بأنه معــلم وقائـد                 وكلام الكـل عليه دلــيل
معلم يُعلـم في كـل جــيل                  مدرس متوج بتـاج جليـل
يحمل كل الصفــات لديــه                  معلمـاً راهبـاً بسيطاً نبيل
لا تظلم الكلمات عندي يا أبي                 فالوصف أكبر والكلام نحيل
سلاماً لروحـك ســلاماً لك                 لك يا أبي في السماء إكليـل
وداعاً يا شمس لا ترحــل أبداً                فكل النجـــوم تُضي قليل
النجم صغـير والقمر ضئيل             والشمس إذا رحلت هل من بديل؟

وديع عياد
(المنيا إيبارشية سمالوط)

هذه القصيدة أُلقيت في ذكرى الأربعين لرحيل المعلم توفيق
  

المعلم توفيق يوسف المحرقى

+ ولد المعلم توفيق يوسف بشاي النخيلى فى رزقه دير السيدة العذراء(المحرق ) العامر فى 12 /6 /1917م ،  ( كان له سبعة أخوة وهو أصغرهم )
+ التحق بكتّاب البلدة الذى  حفظ فيه المزامير على يد المعلم سليمان  ،وهو لم يناهز الثامنة من عمره ، ويذكر المعلم توفيق ان الفضل فى ذهابه للكتّاب يرجع إلى والدته التى كانت تشجعه على ذلك .  كما كان يتردد على دير المحرق لحفظ الألحان، سامه المتنيح نيافة الأنبا باخوميوس الاول رئيس الدير اغنسطساً فى عيد القيامة عام 1925.الذى تمنع أولا عن سيامته لصغر سنه لولا تذكية الآباء الذين يعرفونه.
+ ذهب إلى سوهاج عام 1928 م، حيث كان له أخ يعمل مع المتنيح نيافة الأنبا بطرس الاول أسقف سوهاج واخميم، وهناك حفظ التسبحة ومردات القداس على يد المرتل اغابيوس ، حيث يقول المعلم توفيق " انه حفظ كل ما كان عنده " ، فحفظ منه اونوف اممو ماريا  ، ابشويس افنوتى ، كى ايبرتو و مردات القداس
+ عاد من سوهاج فى يناير  عام 1931 ، تقابل مع المتنيح القمص تادرس اسعد (رئيس الدير 1930 –1936 ) وطلب منه المعلم توفيق ان يذكيه فى أى كنيسة يخدم بها و يعيش فيها . فأجابه بأن الدير محتاج إلى عريف يُعلم الآباء ، فوافق المعلم توفيق على ذلك ،حيث استقر منذ ذلك الحين فى دير السيدة العذراء (المحرق ) العامر، لتسليم رهبان الدير التسبحة و الألحان، ومنذ ذلك الحين صار معلماً للدير ، خلال إقامته بالدير استلم من الآباء كثيراً من الألحان ، يذكر منهم القمص داود ، الراهب إيلياس  ويخص بالذكر المتنيح القمص داود المحرقى  و هو الذى سلمه القداس الباسيلى ، و التسبحة السنوي و الكيهكى .
علاقته بالمعلم ميخائيل البتانونى الكبير
v  فى سنه 1936 م استدعى القمص سيداروس سعد ( رئيس الدير 1936 – 1937 ) المعلم ميخائيل البتانونى الكبير ، الذى أُعجب بالمعلم توفيق لموهبته الفذة و سرعة حفظه ، وطلب ان يأخذه معه للقاهرة و لكن المعلم توفيق فضل الإقامة بالدير.
v  وفى هذه الزيارة مكث المعلم ميخائيل لمدة شهر بالدير، وسلم المعلم توفيق خلاله الحان كثيرة منها ( تى شورى الحزاينى، تاى شورى الكبيرة، انثوتين ذى، افلوجيمنوس، جى افساجى، السنجارى ).
v  ثم تكررت زيارة المعلم ميخائيل للدير، كان آخرها عام 1952 م ، وسلم المعلم توفيق خلالها الحان كثيرة منها ( الليلويا الكبيرة، الهوس الكبير، كاطا ني خورس الحجاب، تى اوى ان هيكانوس الكبيرة، إيفول هيتين الكبيرة، طرح الفعلة ) .
v  لم تقتصر تلمذة المعلم توفيق على المعلم ميخائيل الكبير على هذا الحد، لكن كان يذهب المعلم توفيق لمدة شهر من كل عام إلى المندرة بالاسكندرية ليقوم بتسليم الخورس ، وكان خلالها يستلم ألحانا من المعلم ميخائيل الكبير
المعلم توفيق و الدكتور راغب مفتاح
v  عندما قام الدكتور راغب مفتاح بتسجيل الألحان، طلب من المعلم توفيق تسجيل القداس الغوريغورى عام 1950، وسافر المعلم توفيق  لفترة خمسة عشر يوماً إلى القاهرة ، قام فيها بتسجيل القداس خير قيام.
v  استمر المعلم توفيق فى زيارة الدكتور راغب لمدة شهر سنوياً فى المندرة بالاسكندرية ابتدأً من عام 1952 م، حتى عام 1998 م، وذلك لتسليم الخورس، و تسجيل الألحان.
v  ومن المشاركين مع المعلم توفيق فى تدريس الخورس المتنيح المعلم نصيف عبد المسيح، المتنيح المعلم صادق، القمص عبد المسيح داود، المعلم فوزي الشارونى، المعلم إبراهيم عياد،
v     بعد أن اطمئن الدكتور راغب مفتاح لأمانته اسند إليه قيادة الخورس فى عام 1955 و استمر ذلك لفترة طويلة
مع الدكتورة نبيلة عريان
     بدعوة من قسم الموسيقى بجامعة عين شمس، حيث كانت تقوم الدكتورة نبيلة عريان بعمل رسالة دكتوراه عن " الموسيقى المصرية الكنسية " ، ذهب المعلم توفيق إلى الجامعة، وهناك أجريت له فحوصات و قياس للحنجرة بمعرفة الدكتورة نبيلة عريان و الدكتورة مروة صالح و الدكتور احمد ، حيث أفاد التقرير  بان " المعلم توفيق صاحب أقوى حنجرة، موجودة فى الموسيقى الفرعونية، حيث ان قوة حنجرته 43.5 ديسبل بفارق كبير عن الذين أجريت لهم هذه الفحوصات، بينما كان التالي له 26.5
v  استمر عطاء المعلم توفيق حوالي 70 عاماُ، عاصر ستة من الآباء البطاركة ( البابا كيرلس الخامس حتى قداسة البابا شنودة الثالث أطال الله حياته )
v  كانت له علاقة بقداسة البابا كيرلس السادس؛ حيث كان يرسله كل عام إلى دير مارمينا بمريوط لمدة ثلاثة شهور ليسلم رهبان الدير التسبحة والألحان ، المعلم توفيق هو أول من قال لحن مارو تشاسف فى وجود قداسة البابا كيرلس السادس فلم يكن احد يقوله من قبل .
v     كما كانت له علاقة قويه بقداسة البابا شنودة الثالث - أطال الله حياته - الذى كان كثيراً ما يشيد به وبألحانه.
v  عاصر المعلم توفيق عشر رؤساء للدير ( المتنيح الأنبا باخوميوس الاول ، القمص سيداروس سعد ، القمص تادرس أسعد ، القمص دانيال داود ، الأنبا اغابيوس مطران ديروط ، القمص أثناسيوس عوض ، الأنبا باخوميوس الثاني ،القمص قزمان بشاى  ، وتنيح فى حبرية صاحب النيافة الأنبا ساويرس أطال الله حياته ) كان للمعلم توفيق يتمتع بعلاقة طيبة مع جميع الرؤساء ، حيث انه كان يتميز بالطاعة و الخضوع وكثيراً ما كان ينصح طلبة الأكليريكية بذلك
v     كان المعلم توفيق رغم اعتزازه ومحبته لكل الرؤساء الذين عاصرهم ، يخص صاحب النيافة الحبر الجليل
 سامه المتنيح نيافة الأنبا اغاثون دياكوناً بالدير عام 1975 م، وارشيدياكون عام 1980 م.
لم تكن دراسة المعلم توفيق مقتصرة على التسبحة و الألحان فقط، بل كان على دراية جيدة بدراسة الكتاب المقدس و العلوم اللاهوتية، بل و بعض الكتب الأدبية أيضا    
+ قام الدير المحرق بتسجيل جميع الألحان الكنسية بصوته، فى أكثر من مائة شريط كاسيت،
لم يكن يبخل بأدنى مجهود فى تسليم الألحان و التسبحة سواء لآباء الدير أو الآباء الذين يقضون فترة الأربعين عقب السيامة بالدير، كذلك رغم ظروفه الصحية كان مدرساُ للألحان و التسبحة و القداس بالكلية الأكليريكية بالدير المحرق، و بمعهد ديديموس للمرتلين إلى أن تنيح.  
بعد ان جاهد فى خدمة الكنيسة، تنيح بسلام فى 30 يناير 2005 م الموافق 22 طوبة 1722 ش، وتم الصلاة عليه بالدير المحرق يوم 31/1 بحضور أصحاب النيافة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي، الأنبا بيمن أسقف نقادة، الأنبا اسطفانوس أسقف ببا، الأنبا تيموثاوس الأسقف العام، ومجمع رهبان الدير وطلبة الكلية الأكليريكية و معهد ديديموس وكثيراً من الآباء الكهنة و المرتلين الذين تتلمذوا علي يديه
 كما أقيم له حفل تأبين بالكلية الأكليريكية مساء يوم النياحة، نطلب من الله ان ينيح نفسه فى فردوس النعيم ويهب الجميع نعمة العزاء.

الأحد، 22 أغسطس 2010

كلمة عن المعهد



بدأت الدراسة بمعهد ديديموس للمرتلين بدير المحرق عام (1978م) بقرار من قداسة البابا شنودة الثالث أطال الله حياته وحفظه للكنيسة، تحت رعاية أسقفنا المحبوب نيافة الحبر الجليل الأنبا ساويرس أسقف ورئيس دير المحرق العامر.
في البداية كان المعهد تابعاً للكلية الإكليريكية بالدير من حيث الإشراف الروحي والمأكل والمشرب، على الرغم من سكنى الطلبة في مبنى خاص بهم.
وقد قام بالتدريس في المعهد كبير مرتلي الكنيسة المعلم توفيق يوسف الذي كان يُقيم بالدير، وعاونه في التحفيظ الراهب ديديموس المحرقي، وذلك حتى عام (1983م)، حيث تخرجت أول دفعة وعددها خمسة، وتم تعيين أحدهم وهو المعلم عياد نجيب للتدريس بالكلية والمعهد.
ولما كان المعهد يحتاج إلى رعاية روحية مستمرة فقد قام نيافة الأنبا ساويرس بتعيين الراهب ميصائيل المحرقي مشرفاً على المعهد، الذي كان يضم في ذلك العام (24) طالباً، وقد كان ذلك في (5/11/1986م).
وفي عام (1988م) بدأت مرحلة جديدة وهى تطوير المناهج الدراسية لتشمل معظم الألحان الكنيسة، مع وضع جداول ومواعيد للحصص، فكان لِزاماً علينا أن نستعين بمجموعة من الآباء الرهبان بالدير للتدريس بالمعهد فأضفوا على المعهد جواً روحياً وارتبط بهم الطلبة.
وهكذا دخلت مواد كثيرة مثل: تحفيظ الأجبية والكتاب المقدس بعهديه وتاريخ الكنيسة واللاهوت الطقسي بجانب اللغة القبطية والعربية، وأصبح المكفوفون يتعلمون بطريقة برايل..
وفي أواخر التسعينيات تم تعيين مدرسين من خريجى المعهد المتفوقين لتدريس الألحان مع المعلم توفيق.
وأصبح لدى المعهد مكتبة شرائط ضخمة تضم ألحان لمرتلين متنوعين، وماكينة لطبع أشرطة الكاسيت للطلبة وكتب برايل وكمبيوتر..
وفي بداية عام (2004م) تمشياً مع النشاط الكنسي المتزايد والاهتمام بالألحان أصبح المعهد يقبل الحاصلين على شهادة سواء متوسطة أو عالية، هذا للمبصرين أما المكفوفين فيستثنون من شرط المؤهل.
هذا ويمنح المعهد شهادة تخرج بها بيانات الطالب وتقديره وهى معتمدة من رئيس الدير نيافة الأنبا ساويرس وختم أسقفية الدير.
     

الجمعة، 20 أغسطس 2010

القديس ديديموس الضرير

النشأة والميلاد
وُلد القديس ديديموس حوالي عام 313م، وفقد بصره في الرابعة من عمره. فلم يتعلم القراءة في مدرسة، وإنما بسبب ولَعِه بالتعلم اخترع الحروف البارزة بالنحت ليقرأها بإصبعه. بهذا سبق برايل بخمسة عشر قرنًا في استخدام الحروف البارزة للعميان.
حفظ الكتاب المقدس والتعاليم الكنسية عن ظهر قلب، كما نبغ في النحو والبيان والفلسفة والمنطق والرياضة والموسيقى. شهد عنه القديس جيروم: "تعلم الهندسة أيضًا التي تحتاج إلى النظر أكثر من غيرها فكان أعجوبة كل ناظر إليه، وذاع اسمه في كل مكان".
بعد نياحة مقاريوس مدير مدرسة الإسكندرية لم يتردد القديس أثناسيوس في تسليمه مسئولية التعليم بإقامته مديرا للمدرسة (346-398م).
تتلمذ على يديه أو على كتاباته كثيرون منهم القديسين غريغوريوس النزينزي وجيروم وروفينوس وبالاديوس. أشار إليه القديس جيروم كمعلمٍ له، ومدح تعليمه وشهد لأثره على الفكر اللاهوتي في الغرب والشرق كما دعاه روفينوس "النبي" و"الرجل الرسولي".
مع القديس أنبا أنطونيوس
كان صديقًا حميمًا للقديس أنبا أنطونيوس. إذ شرعا ذات يوم يتحدثان في الكتب المقدسة سأله أنبا أنطونيوس ثلاث مرات: "ألعلّك لا تحزن لأنك كفيف البصر؟" أخيرًا أجابه القديس أنه يحزن على ذلك جدًا، فأجابه القديس: "إني متعجب لحزنك على فقدانك ما تشترك فيه مع أحقر الحيوانات كواسطة للإحساس إذ ليس لديها ما تحس به غير البصر (المحسوس)، ولا تفرح متعزيًا لأن الله وهبك بصيرة أخرى لا يهبها تقدس اسمه إلا لمحبيه. أعطاك عينين كأعين الملائكة تُبصر بهما الروحيات، بل وبهما تدرك الله نفسه، ويسطع نوره أمامك، فيزيل كل ظلام في قلبك" فتعزى القديس بهذا القول كل أيام حياته.
وقد نقل ذات الفكر القديس جيروم عندما بعث رسالة تعزية لراهبٍ ضريرٍ.
نسكه
اجتذب القديس ديديموس معاصريه لا بعلمه فحسب وإنما بنسكه أيضًا، فغالبًا ما عاش كمتوحدٍ.
زاره القديس أنبا أنطونيوس عدة مرات، كما زاره القديس بالاديوس أربع مرات في فترة عشر سنين، وقد روى عنه قصتين:
 1. مرة إذ طلب مني أن أصلي في قلايته ولم أُلبِّ طلبه روى لي هذه القصة: دخل أنطونيوس هذه القلاية للمرة الثالثة لزيارتي، وإذ سألته أن يصلي ركع في الحال ليصلي ولم يضطرني إلى تكرار الطلب، مقدمًا لي مثلاً في الطاعة. والآن إن كنت تود أن تقتفى آثاره، كما يبدو عليك، إذ تعيش في خلوة بعيدًا عن الأهل طالبًا الفضيلة، فأبعد عنك روح المقاومة.
 2. أخبرني أيضًا الآتي: ذات يوم بينما كنت أفكر في حياة الشقي يوليانوس الإمبراطور، وفى كونه مُضطهِدًا، اضطربت للغاية حتى إني لم أذق خبزًا إلى ساعة متأخرة في المساء، وإذا بي أرى خيولاً بيضاء تجري، وكان راكبوها يهتفون قائلين: قولوا لديديموس أن يوليانوس قد مات اليوم الساعة السابعة. قمْ وكلْ، وأرسل إلى أثناسيوس الأسقف لكي يعرف هو أيضًا ما قد حدث. واستطرد يقول: "وقد دونت الساعة واليوم والشهر، واتضح لي ما قيل أنه صحيح.
دفاعه عن أوريجينوس
نشر دفاعًا عن كتاب "عن المبادئ De Principiis لأوريجينوس. فيه أظهر خطأ الذين يتهمونه بالضلال، معتبرًا إيّاها مجرد أوهام لا قيمة لها، إذ يقول: "الذين يتهمون أوريجينوس بالهرطقة هم عديمو الفهم، ليس لهم قدرة على إدراك الأفكار العالية والحكمة الغامضة التي امتاز بها ذلك الرجل العظيم الذي يعد من النوابغ المشهورين".
ضد آريوس
قال سقراط المؤرخ: "كان ديديموس عند الناس حصنًا منيعًا وسندًا قويًا للديانة المسيحية حتى قبل أن يتولى رئاسة المدرسة اللاهوتية، ويُحسب خصمًا عنيدًا كسر شوكة اتباع آريوس وأذلهم في مناظرته معهم".
كتاباته
أعماله التفسيرية: يقول بالاديوس أنه فسر العهدين القديم والجديد كلمة كلمة. وذكر جيروم أنه وضع تعليقات على أسفار المزامير وأيوب وإشعياء وزكريا الخ. وأشار كاسيدوروس Casiodorus أن له تعليقات على سفر الأمثال. وفى بردي الطور بمصر التي اكتشفت عام 1941م وُجدت مقتطفات مطوّلة لتفاسيره على التكوين وأيوب وزكريا.
عن الثالوث
يقع هذا العمل في ثلاثة كتب، وضعها ما بين عام 381 و392، لا تزال موجودة، لأنها لم تحمل اتجاهًا أوريجانيًا.
عن الروح القدس: الأصل اليوناني مفقود، لكن الترجمة اللاتينية للقديس جيروم موجودة.
ضد اتباع ماني
يتكون هذا العمل من 18 فصلاً صغيرًا، موجود باليونانية.
أعمال أخرى: في عمله "عن الثالوث" أشار القديس إلى عمل آخر من وضعه يُسمى "الكلمة الأول". كما يشير إلى مقاله Sanctorum Voluman في عمله عن "الروح القدس 5:12. وجاء في سقراط أن ديديموس خصص عملاً للدفاع عن كتاب أوريجينوس "عن المبادئ". ويشير الأب يوحنا الدمشقي إلي عملين آخرين للقديس هما "عن الفلسفة" و"التجسد". كما حفظت له بعض الأعمال تحت أسماء آباء آخرين.
الثالوث
v من يتصل بالروح القدس يتقابل حالاً مع الآب والابن. ومن يشترك في مجد الآب يكون له هذا المجد من الابن بالروح القدس. فقد اتضح أنه في كل شيء توجد عملية واحدة بذاتها للآب والابن والروح القدس. (عن الروح القدس 17)
لاهوتي الروح القدس
لم يكتفِ بتخصيص الكتاب الثاني من "الثالوث" للحديث عن الروح القدس، وإنما وضع كتابًا خاصًا عن الروح القدس، وقد لُقب بلاهوتي الروح القدس. أكد مرارًا وتكرارًا أنه الخالق وليس مخلوقًا. كما تحدث عن انبثاقه من الآب وحده.
v  ينبثق الروح القدس من الآب ويستقر إلهيًا في الابن. (عن الروح القدس 1: 3)
v  من المستحيل لأي واحد أن يطلب نعمة الله إن لم يكن لديه الروح القدس الذي فيه يتضح أن كل عطايا الله متضمنة فيه. (عن الروح القدس 9).
v يجددنا الروح القدس في المعمودية بكونه الله، وبالاتحاد مع الآب والابن يردنا من حالة التشويه إلى حالة الجمال الطاهر. وهكذا يملأنا بنعمته فلا نعود نستطيع أن نفتح مجالاً لأي شيء لا يتأهل مع محبتنا. إنه يحررنا من الخطية والموت وأمور الأرض، ويجعلنا بشرًا روحيين شركاء في المجد الإلهي، أبناء الله الآب وورثة له. يُشكّلنا علي صورة ابن الله، ويجعلنا شركاء معه في الميراث واخوته، نحن الذين نتمجد معه ونملك معه. يهبنا السماء عوض الأرض، ويمنحنا الفردوس بيدٍ سخيةٍ، ويجعلنا أكثر كرامة من الملائكة، ويطفئ بمياه جرن المعمودية الإلهية نيران جهنم التي لا تًطفأ. (عن الثالوث 12:2).
                                                                     القمص تادرس يعقوب ملطي: آباء مدرسة الإسكندرية الأولون

الخميس، 5 أغسطس 2010

الموسيقي والالحان القبطية


ورثت الكنيسة المصرية الألحان الفرعونية والمصرية القديمة وأخذت أيضاً أجود الموسيقى والألحان من اليونان والسريان
 يقول المتنيح العلامة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا:
" ‏فالموسيقي‏ ‏القبطية‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏هي‏ ‏بعينها‏ ‏الموسيقي‏ ‏المصرية‏ ‏القديمة‏ ‏ــ‏ ‏احتفظ‏ ‏الأقباط‏ ‏بالأنغام‏ ‏في‏ ‏توقيع‏ ‏الكلمات‏ ‏والمعاني‏ ‏المسيحية‏..‏لكن‏ ‏الموسيقي‏ ‏ذاتها‏ ‏فرعونية‏ ‏ولذلك‏ ‏تعد‏ ‏الألحان‏ ‏القبطية‏ ‏المستخدمة‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏أقدم‏ ‏تراث‏ ‏موسيقي‏ ‏مصري‏ ‏شرقي‏ ومما‏ ‏هو‏ ‏جدير‏ ‏بالذكر‏ ‏أن‏ ‏لحن‏ ‏جولجوثا‏ GOLGOTHA ‏الذي‏ ‏يرتله‏ ‏رجال‏ ‏الدين‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏الجمعة‏ ‏العظيمة‏ ‏بعد‏ ‏صلاة‏ ‏الساعة‏ ‏الثانية‏ ‏عشرة‏ ,‏وهم‏ ‏يدفنون‏ ‏صورة‏ ‏المسيح‏ ‏المصلوب‏ ‏كوسيلة‏ ‏إيضاح‏ ‏لدفن‏ ‏جسد‏ ‏لمسيح‏ ‏بعد‏ ‏موته‏ ,‏وهو‏ ‏بعينه‏ ‏اللحن‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏الموسيقي‏ ‏لا‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏الكلمات‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يستخدمه‏ ‏الكهنة‏ ‏الجنائزيون‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏القديمة‏ ‏في‏ ‏أثناء‏ ‏تحنيط‏ ‏الجثة‏ ‏ودفنها‏...‏وهذه‏ ‏واحدة‏ ‏من‏ ‏أمثلة‏ ‏كثيرة‏ ‏يتضح‏ ‏منها‏ ‏أن‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏امتداد‏ ‏لمصر‏ ‏القديمة‏ ‏في‏ ‏الفن‏,‏ وفي‏ ‏غير‏ ‏ذلك‏ ‏من‏ ‏مظاهر‏ ‏الحضارة‏ ‏المصرية‏ ‏القديمة‏ "


الآباء والهيئات وكل من ساعد علي نهضة وتسجيل وتجميع الألحان في العصر الحديث
الدكتور راغب مفتاح والأستاذ ملاكة عريان والبابا شنودة والانبا موسي والانبا رافائيل،  وأيضاً  العلماء الأجانب الذين اهتموا بالموسيقي والألحان القبطية
بدأ من فيلو المؤرخ اليهودي السكندري والأستاذ  "غليوم فيلوتو " أحد مؤرخي الحملة الفرنسية وتمبل جردنر وهانز هيكمان وصولاً  إلي أرنست  نيو لاند سميث . 
 أسماء الذين حاولوا تدوين الألحان
قام بهذه المحاولات  الانبا اغابيوس بشاي والأب بلين والأب باديت اليسوعيون والأستاذ منصور عوض وكامل إبراهيم  غبريال وفرانسوا خليل  غطاس .
 الرسائل والأبحاث العلمية التي كتبت عن الموسيقي القبطية
كذلك الرسائل والأبحاث العلمية التي كتبت عن الموسيقي القبطية،  ثم بحث ضخم عن أشهر المرتلين في الكنيسة القبطية ومنهم المعلم تكلا والمعلم ميخائيل البتانوني والمعلم نصيف عبد المسيح،
والمعلم جرجس سعد الذي كان مرتلاً  بالكنيسة وعازف ناي بفرقة أم كلثوم،  وكان يعرف بملك الناي . وبحث عن المؤلفات القبطية واليونانية والعربية عن الألحان،  والتسبحة في الكنيسة والمخطوطات القديمة وتساؤلات حول الألحان . وممارسة وتاريخ الطقوس .
المعلم جرجس سعد
لقد تعلم جرجس سعد  الألحان علي يد معلم شهير هو المعلم ارمانيوس وتعلم الناي من موسيقي أرمني وبعد إنشاء  الإذاعة طلب مدير الإذاعة أن يقدم معزوفات موسيقية بالنادي واستمر  20  سنة . واختارته أم كلثوم فعمل معها  12  سنة وكذلك عمل مع صالح عبد الحي ومحمد عبد الوهاب .   والتزم في آخر حياته بالتراتيل في الكنيسة،  وقد سجل لحنًا كنسيا بالعود مع المعلم فهيم جرجس .